10‏/04‏/2019

Jamal Saguem // .................المساومة................

بعد "حوارها" مع الوزارة الوصية خرجت النقابات القطاعية إلى شوارع الرباط،
بكل وقاحة، تساوم الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في ملفهم/نا..وتروج، بنبرة مرتبكة تكشف حجم البيع والشراء الذي لم يتم بعد (بيع جديد للقضايا الكبرى والمصيرية والقبول بدريهمات معدودة على أقساط)، لخطاب الديمقراطية المغشوشة، من خلال عبارة : "...لكن، القرار يعود للمعنين بالأمر..حنا فقط بلغنا ".

أتساءل: لنفترض أن الأساتذة قبلوا بمقترح الوزارة(العودة الى الأقسام يوم الإثنين واستئناف الحوار يوم الثلاثاء )؛ فهل تقبل النقابات بهذا المقترح(السم في العسل) ؟!! ما المانع من عقد "الحوار" يوم أمس أو اليوم أو غدا أو حتى يوم السبت(مع العلم أن لاجدوى من الحوار في ظل طبيعة المطلب) ؟!!لماذا بالضبط يوم الثلاثاء ؟!! لأن الوزارة/ الدولة والنقابات أيضا تعلم أن التحاق الأساتذة بمقرات عملهم يوم الإثنين يساوي نهاية الإحتجاج رسميا وصعوبة الرجوع إلى الشارع، وبالتالي فشل المعركة وترسيم التعاقد. أليس هذا المقترح خدعة لثني الأساتذة عن نضالاتهم؟!! ماذا تقصدون بأن الرجوع إلى القسم هو "انفراج" للوضع؟!! أهو فعلا هكذا كما روجتم له أم صفقة سياسية(دور النقابات في حل المشاكل العالقة وخفض حدة الإحتقان...)؟؟!! أليس هذا الفعل حجة أخرى للإستمرار في لعب دور الإطفائي لقبول الفتات وهضم المطالب الحقوقية للشغيلة؟!! عندما تقول "حنا بلغنا فقط"؛ اذن ، ما دوركم؟!!أدوركم هو التبليغ فقط؟!! ماذا يعني هذا؟! ألا يعني نيتكم في تزكية نظام التعاقد على غرار مشاركتم في مسرحية تمرير مشروع التقاعد؟!! أليس من البديهي أن نفهم أنكم سماسرة؟!! وأنتم تعلمون متى لا يحق لنا اتهامك بالسمسرة!! أليس دوركم هو الدفاع بشراسة عن الملف/ات ورفض المزيد من بيع القطاع والوظيفة العمومية ...؟!! أليس حري بكم دعوة الأساتذة إلى التشبث بنضالاتهم إلى حين تحقيق المطلب (التخلي الفوري عن التعاقد)؟!!

ما هذا العبث!! كل النقابات(القطاعية والمركزية )تتحمل مسؤولية ما يحدث. وأي مخرج ليس في صالح المعركة؛ فلنا جميعا مساهمة فيه بصيغة من الصيغ.. 
الإنتماء للتنظيم النقابي حق وضرورة، لكن لا يعني السكوت، بل يعني النقد والفضح..والحياد عن هذا يدخل في إطار التواطؤ.
لا نساوم (بكسر الواو)، ولا نساوم(بفتح الواو)، ولا نتواطأ..نحن نناضل..نحتج..نعارض كل فعل ضد مصلحة وطننا. 
نقول لكم، نحن لاتنطلي علينا حيلكم أو حيل النظام السياسي أو وساطة شبابه البرلماني..نفهم جيدا لغتكم..نجيد تحليل خطاباتكم.. ولنا من القدرة ما يكفي لفحص كل حروف بلاغاتكم وبياناتكم.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق