2019/07/04

حسن أحراث// حرقة الشهيد بلهواري...

لا أخفي أني أجد متعة في تناول الماضي/التاريخ، تاريخ مجموعتنا، مجموعة مراكش 1984. طبعا، ليس للتباهي أو المزايدة أو النكوص. أقوم بذلك لسببين رئيسيين اثنين، هما:

- التوثيق والحفاظ على الذاكرة، بما يعنيه ذلك من تحفيز وتبليغ للرسالة النضالية لأبناء شعبنا وتثبيت للحقيقة ضدا على الطمس والتضليل والتزوير والتحريف؛ 
- ترجمة/تجسيد الصمود واستجماع القوة لمجابهة الواقع المر والعنيد والوفاء للعهد، عهد الشهداء وبالتالي مواصلة المعركة...
إنها مسؤولية وواجب كافة المناضلين...
من جانبي، أعمل بإصرار وحماس من موقعي وحسب إمكانياتي المتواضعة وبكل صدق وتفان على نقل صور معبرة ومحفزة من عمق تجربة حكم عليها بالإعدام...
إنها تجربة مزعجة حقا، إنها مرآة كاشفة... 
وصورة هذه المناسبة بعنوان "حرقة الشهيد بلهواري".
ماذا حصل؟
بعد النقاشات الماراطونية مع جميع رفاق المجموعة (44 رفيق)، وقبل خوض معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، وجهنا نحن رفاق الشهيدين (10 مناضلين) رسالة الى إدارة السجن المدني بمراكش (بولمهارز)، تضمنت قرار الإضراب اللامحدود عن الطعام وتاريخه (04 يوليوز 1984) وكذلك ملفنا المطلبي الشامل وأسماء المضربين عن الطعام والمحاورين باسم المضربين (كان لي شرف أن أكون واحدا منهم).
كان الجواب سريعا بعد الاطلاع على فحوى الرسالة/القنبلة، وكأنهم استعجلوا تركيعنا/قتلنا.. كانت الإشارة واضحة: "نحن لكم بالمرصاد"...
رفضنا تسلم الرسالة بعد إرجاعها، فتم الرمي بها على الأرض بتعال مقيت ومستفز أمام مرأى الجميع..
ونحن في حالة "ذهول، بل شرود" أمام سلوك/تصرف وقح ومتخلف، تقدم الشهيد بلهواري بحرقة وحماس والتقطها قائلا: "إنها رسالتنا"...
أحسسنا حينها أن رسالتنا "مقدسة"...
كانت رسالة حياة حقا من شباب مناضل، شباب حالم وعاشق للحياة والجمال...
أخذنا الرسالة/القضية الى زنزانتنا، الزنزانة رقم واحد أو غرفة العمليات، وأكدنا العهد بفرح على مواصلة المعركة بكل التضحيات المطلوبة..
كانت رسالة موقعة بدمائنا...
طبعا، فهمنا الإشارة...
إنها الحرب...
وبدا منذ الوهلة الأولى أننا أمام التاريخ، أن نكون أو لا نكون...
كانت معركة شرسة بكل معاني الكلمة، حتى 16 غشت 1991..
فقدنا شهيدين.. نعم، شهيدين... وانتصرت المعركة..
بعدها، فقدنا شهداء.. والمعركة، معركة شعبنا متواصلة...
إن معركتنا معارك، وليست معركة واحدة...
معركة الأمس ونحن شباب، ومعركة اليوم ونحن أيضا شباب...

إضافة: المعنيون بانطلاق المعركة الى جانب الشهيدين مصطفى بلهواري (مراكش، 10 سنوات) وبوبكر الدريدي (مراكش، 05 سنوات)، هم: 
- الحسين باري (أيت اسحاق، خنيفرة، 05 سنوات)؛
- الطاهر الدريدي (مراكش، 10 سنوات)؛
- كمال السقيتي/SKITI (مراكش، 05 سنوات)؛
- أحمد/جمال البوزياني (مراكش، 04 سنوات)؛
- نور الدين جوهاري (وادي زم، 08 سنوات)؛
- عبد الرحيم سايف (وادي زم، 10 سنوات)؛
- لحبيب لقدور (هوارة، اكادير، 12 سنة)؛
- حسن أحراث (مراكش، 15 سنة).




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق