2019/10/15

أحمد بيان// لهم نعيم القروض ولنا جحيمها!!

خمسمئة (500) مليون دولار قرض: ينعمون باقتسام/استثمار أموال القروض ويلجؤون الى الكذب والتضليل من خلال برامج إصلاح وهمية، لننال نحن "واجب" أداء تلك القروض وأقساطها وفوائدها من عرق جبيننا ومن لحمنا ودمنا، من حاضرنا ومستقبلنا...

انطلقت يوم 10 أكتوبر 2019 حزمة جديدة مما يسمى "برنامج المساعدات/الدعم" الذي يقدمه البنك الدولي، الذراع المالي للإمبريالية، وذلك بمنح المغرب 500 مليون دولار (4,8 مليار درهم) مخصصة لــ"دعم" قطاع التربية والتكوين حسب الاتفاق المبرم في يوليوز الماضي بين هذا البنك/الأخطبوط المالي والوزارة الوصية على القطاع!! 
وحسب تصريحات الوزير المسؤول عن القطاع، فإن هذا القرض/الدعم (يا للعجب! يسمون هذا القرض/الرهن دعما، مع أنه قرض مقابل أضعاف قيمته الحقيقية -هناك شروط صارمة ونتائج ملموسة لمنح القرض-)، نتيجة اتفاق يوليوز المنصرم الذي ركز على ثلاث نقاط أساسي: هي أولا، دعم التعليم الأولي (المزيد من المدارس الخاصة)، ثانيا تحسين تكوين الأطر والمدرسين، وثالثا تقوية القدرة على تسيير القطاع على المستويين الإقليمي والجهوي. ونجد أنفسنا في آخر المطاف أمام التطبيق الحرفي لتوصيات صندوق النقد الدولي الصادرة سنة 1995 والتي تلح على رفع الدولة يديها عن القطاعات غير المدرة للدخل وعلى رأسها التعليم طبعا. 
إن مهمة البنك العالمي وكذلك صندوق النقد الدولي، دائما وأبدا، هي التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان "الضعيفة" التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية عميلة تفتقد الى أي شكل من أشكال الاستقلال في القرار السياسي، أي أنظمة لاوطنية لاديمقراطية لاشعبية، كما هو شأن النظام القائم بالمغرب.
إن النظام وحواريه يبيعون ما تبقى من الوطن الجريح بالتقسيط وبالجملة، لينعموا هم باقتسام أموال القروض (والكذب علينا ببرامج إصلاح وهمية) وننال نحن "واجب" أداء أقساط قروض البنك الدولي من عرق جبيننا ومن لحمنا ودمنا دون أن ننعم ولو بالنزر القليل من خيرات البلد المنهوبة. إنه واقعنا المر بدون مساحيق التجميل أو الخطابات الرنانة الجوفاء.
 إننا أمام مرحلة الهجوم الكاسح على القطاعات الحيوية في ظل غياب أي مقاومة حقيقية لمشاريع التخريب والخوصصة، وذلك لغياب (ضعف) أي فعل نضالي منظم وذي أهداف مرحلية واستراتيجية دقيقة.
ومسؤوليتنا أضحت أكثر جسامة وتزداد عظمتها كلما تخلفنا عن مواكبة الصراع الطبقي ببلادنا وعن الحضور في الصفوف الأمامية للمواجهة والمجابهة.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق