14‏/11‏/2019

Kamal El Abdellaoui// الثلاثي: الكناوي،ولد الكرية،لزعر

تابعنا جميعا النجاح الباهر الذي حققته أغنية - عاش الشعب- للثلاثي السالف
الذكر، ويمكنني الجزم أن العديد من أمثالي، لايميلون للذوق الفني الذي أخرجت به الأغنية، والمعروف بالراب، وكأني بهم قالوا ما كان الكل يريد قوله، ولكن الكل هذا عجز عن فعل ذلك بسبب المنع والتعسف الذي يطال حرية التعبير ببلدنا، فالكل يخشى بطش النظام، ويضطر لاجترار كلماته مرات عدة قبل أن ينطقها أحرف وكلمات مضبوطة على مقاس هامش الحرية المكتسب، وهكذا بمجرد خروج الاغنية تفاعل معها الجميع وكأنهم هم من أنتجوها ولكنها خرجت من حناجر غيرهم.
أما فن الراب فمحبيه هم من الجيل الصاعد، كما كان لكل جيل فنه الموسيقي المفضل، لكنني كما العديد منكم تفاعلت إيجابيا مع الأغنية لما حملته من معاني كثيرة، خرجت عن المألوف وتناولت واقعنا المعيشي والسياسي، وانحازت للكادحين والمهمشين...بل نزل وقعها ونجاحها كالصاعقة على من لهم المنفعة في بقاء الاوضاع على حالها، وعلى الأقلام والأصوات التي لاتكتب ولا تتكلم إلا بمقابل مدنس، فأطلقوا العنان لسبابهم صوب الثلاثي، بنعتهم ب " الشمكارة، وجوه الحبس.." والتركيز على ماضيهم " السيء" . وحتى نوجه ذوي النيات الحسنة الذين ربما انقادوا وراء هاته النعوت، أجدني مضطرا لتوضيح الأمر من خلال النقطين التاليتين.
1 - خلفيات الهجوم على الثلاثي
2- الماضي ليس محددا في إصدار الاحكام من خلال الحاضر.
أولا، لابد لي أن أؤكد أن الهجوم على الثلاثي حكمته خلفيات سياسية، ومن هذا المنطلق يتم منح الضوء الأخضر لمواقع وأشخاص معروفين ، لينتجوا مواقف تتماشى مع هذه الخلفيات ، والهدف من ذلك هو توجيه الرأي العام للتركيز على شكل الثلاثي وتجاهل مضمون ما تغنا به، ومحاولة الحد من تأثير الأغنية وانتشارها، وكذلك إعدام كل منتوج أدبي أو فني، يعالج قضايا شعبنا، ويعبر عن واقعنا وتطلعاتنا وإبقاء الفن فقط للاستعراض والاستيلاب والترفيه. وكي تتضح الأمور أكثر، أحيلكم على الفنان الشهير الذي احتضنته منصة موازين بالرباط( صورته رفقة المنشور) والذي كلفنا الملايين من أجل صعوده فوق المنصة والغناء، فشكله يبعث على التقزز والقرف، ورغم ذلك لم تطاله أية نعوت قدحية، من نفس الجهات التي لم يرق لها شكل الثلاثي، بل تجاوزت عن شكله واستحضرت أداءه وشهرته، فاستطاعت أن تغير بصر العامة من التركيز على الشكل الى الانتباه للأداء الموسيقي وكلماته، وهو عكس ما تقوم به حاليا في حق الثلاثي.
ثانيا، الماضي السيء للثلاثي أو لأحدهم، كما يشاع عليهم، أو فقط من خلال تمحص صورهم، والوقوف على ذلك الماضي من خلال ندوب محفورة على أجسادهم، فاعتقد أن ذلك الماضي قد طويت صفحاته، من إلتماس الطريق الصحيح والانخراط بمجهودهم الفني في الالتحام مع الجماهير المسحوقة، والمصالحة مع الذات، بل هناك من أعلنها جهرا وقال من فوق المنصة أمام الجماهير الطلابية بفاس، بمناسبة نشاط طلابي من تنظيم الطلبة القاعديين، حيث صرح " كنت خبيثا .." وكررها في شريط منشور على الانترنيت " كان لي ماض سيء..." وهذا الاعتراف يعتبر نقدا ذاتيا يستحق عليه التنويه، فالاعتراف بالخطأ ، يعتبر الخطوة الحاسمة في تصحيحه.
ومن المفيد أن أذكر، أن جل الظواهر الشاذة من إنحراف : مخدرات إجرام، دعارة وغيرها، هي ظواهر مرتبطة بالنظام الرأسمالي ، نظام الفوارق الطبقية، فالاستحواذ على كل الثروات والخيرات من طرف طبقة سيؤدي إلى مثل هذه الظواهر، مهما حاولنا اعتماد الموعظة الحسنة وغيرها من أساليب تقويم الشخصية ... وإذا كان الانحراف يخدم النظام السياسي بالدرجة الاولى ويشكل خطرا على الجماهير، فكل من استطعنا انتزاعه من مستنقع الانحراف، سيشكل ربحا لنا، وهذا لن نتوفق فيه إذا ما استحضرنا ماضي المنحرف وعدم الصفح، عن كل من أعلن القطيعة مع ماضيه المشين.
وسيكون الامر من السذاجة ، إن منحنا لأنفسنا صكوك الغفران السياسية، فمن غنوا اليوم لنا، قد يغنون غذا ضدنا . ومن هو اليوم بمعسكرنا قد ينقلبون يوم غذ، فالجماهير هي صانعة التاريخ أما الأفراد فمجرد معبرين عن ذلك وفاعلين فيه، تارة بالسلب وأحيانا بالإيجاب.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق