عمل النظام السياسي منذ عقود على تجهيل الشعب بوسائل مادية ورمزية.
لقد أضعف المدرسة العمومية ببرامج كمية وجافة، وهمش دور المدرس وقلل بشكل كبير من مكانته الاجتماعية. كما شن هجوما على قطاع الصحة، وفوته إلى الخواص بطريقة شبه كلية. وكدس رؤوس الأموال في جانب واحد، ولصالح فئة قليلة همها هو نهب ثروات البلاد وسحق العمال والعاملات من شمال المغرب إلى جنوبه.
والنتيجة، غياب التوزيع العادل للثروة وتنامي الفوارق الاجتماعية، واتساع دائرة البطالة والتهميش والفقر والبؤس والأمية والتطرف، وضرب كرامة المواطن ومنعه من حريته، وانسداد أفق تحقيق العدالة الاجتماعية..
بالأمس، وفي بعض المدن المغربية، شاهدنا مظهرا من مظاهر الأزمة القيمية التي كان ولازال النظام السياسي سببا مباشرا فيها، من خلال انحرافه عن ركب التنمية الحقيقية.
واليوم، الدولة تجني ما حصدت. ونحن هم أكثر من يتضرر بما زرعت. فالمواطن الذي يوجد على خط النار، هو أول شخص مهدد بأي مرض وآخر من يعالج، دون تصديق أكذوبة أن الوباء لا يفرق بين الغني والفقير، قد لايميز لحظة الإصابة بين الأجساد، لكن هناك فرق كبير في أشكال الوقاية وسبل العلاج.
سر تدويني لما سبق، هو أن أقول لكل من رمى المسؤولية في أحضان عدد قليل من الناس ،دون ربطها بالأسباب الموضوعية للفعل، خصوصا المناضل والسياسي والأستاذ والصحفي :
- عجبا لكم، ترمون الدولة بالورود وتنزهون أزلامها؛
- عجبا لكم، تشرعنون العنف وتؤيدون استعماله؛
- عجبا لكم، تنطقون باسم الدولة أكثر من الدولة؛
- عجبا لكم، تمخزنتم أكثر من أصحاب القرار؛
- عجبا لكم، تحرككم العاطفة أكثر من العقل؛
- عجبا لكم، تتفننون في النفاق أكثر من المسؤولين؛
- عجبا لكم، تنكشفون في المحن والأزمات؛
" اسمحوا لي، لن يرضى عنكم النظام السياسي، فوعيكم مقلوب"
شارك هذا الموضوع على: ↓