بداية، وبمناسبة اليوم العالمي للصحة (07 أبريل)، كل التحية والتقدير لجنود
الصحة المخلصين لنبل المهنة ورقيها، ممرضات وممرضين وتقنيات وتقنيين وطبيبات وأطباء وأعوان النظافة والحراسة.
أما بخصوص اليوم العالمي للصحة، فالأمر سيان. تمر الأيام العالمية، سواء للصحة أو التعليم أو السكن/الإسكان أو حقوق الإنسان...، والحال هي الحال؛ وقد تزداد سواء في ظل المخططات الطبقية المدمرة التي تجهز على المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية، وتكرس تردي الخدمات الاجتماعية الأساسية، ومنها الصحة.
ونموذج الاستهتار بالصحة بمدينة تمارة، بما في ذلك صحة العاملين في المجال، أي الموارد البشرية بالقطاع، استمرار إغلاق المستشفى الإقليمي (الجديد). فما يزيد عن 12 سنة وتطلعات ساكنة تمارة متجمدة، في انتظار الذي قد يفتح أو لا يفتح. وهو ما يعني مرور أكثر من 12 يوم عالمي للصحة دون أن يحرك لدى السلطات الوصية ساكنا!! وذلك ليس غريبا، إذا علمنا أن حقوق الانسان تنتهك إبان اليوم العالمي لحقوق الإنسان، سواء الحقوق السياسية والمدنية أو الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضمنها الحق في الصحة.
طبعا، هناك نماذج صارخة بشأن الخروقات في مجال الصحة، حيث يبقى أمامها فتح أو إغلاق مستشفى مسألة تافهة. كما أن فتح المستشفى الإقليمي الجديد لن يكون حلا سحريا لمشاكل الصحة بالإقليم. فلا يمكن أن ننسى عدد الوفيات والحرمان من الولوج الى العلاج وإجبار النساء على الوضع في الشارع أو أمام المستشفيات...؛ إلا أن تشييد مستشفى بمواصفات تفوق بكثير حالة المستشفى الإقليمي القديم (سيدي لحسن) وتجهيزه بتجهيزات لا تتوفر بالمستشفى القديم، وبالتالي إغلاق أبوابه، لا يمكن فهمه إلا انتقاما من ساكنة تمارة التي يقارب عددها ستمئة ألف (600 ألف)، وإمعانا في إذلال الأطر الصحية وتعريض حياتها وحياة أسرها للخطر...
فهل يعقل اعتماد سرير واحد لما يفوق عشرة آلاف نسمة؟ مما معنى إجبار أكثر من 80% من المرضى على التنقل الى مدينة الرباط (مستشفى ابن سينا)..
ما رأي المنظمة العالمية للصحة OMS في اليوم العالمي للصحة (07 أبريل) وفي أوج انتشار الوباء؟!! إن الأعين مغلقة، أعين الداخل والخارج، وكما دائما؛ فليس هناك من غرابة...
وحتى الآن، لا أحد يملك، أو يريد، تقديم الجواب عن سؤال الإغلاق غير المبرر، والمستشفى كان قاب قوسين أو أدنى من الافتتاح. أليس من العبث وضع علامات التشوير بمحيط المستشفى ثم إزالتها دون أي تفسير!!
ومما يزيد من الغموض والتشويش، والآن بالضبط، حيث انتشار وباء كوفيد-19 وارتفاع وتيرة حالة الاستنفار، هو تجاهل مطالب الأطر العاملة بالمستشفى القديم وكذلك إلحاح العديد من الجهات المتتبعة من هيئات سياسية ونقابية وجمعوية، من خلال الرسائل والتقارير والعرائض...
فكيف نهيب بالأطر الصحية القيام بواجب التضحية، ونحرمها من بيئة عمل سليمة ومن أبسط آليات الاشتغال التي تضمن تجويد الخدمات المقدمة للمواطنين. فاستقبال المستشفى للمرضى المحتمل إصابتهم في ظل شروط لا تضمن كامل السلامة مجازفة بصحة وحياة هؤلاء الأطر، وهو ما يناقض الشعارات المرفوعة التي تتغنى بالحرص على سلامة الجميع. وما حصل مؤخرا، أي إخضاع كافة العاملين به للفحص، بعد تأكيد إصابة أحد الأطباء، يعد ناقوس خطر، كان أجدى أخذه بعين الجد والانتقال الى المستشفى الجديد، حيث شروط السلامة أوفر. وإذا "خرجت العاقبة بخير" هذه المرة، فليس كل مرة تسلم الجرة...
إن تعقيم مرافق المستشفى القديم تلو التعقيم، وأي تعقيم، لن يحل المشكل أو يخلق جو الارتياح والطمأنينة لدى العاملين وكذلك المرضى.. وربما المحنة التي مر منها العاملون وعائلاتهم وهم ينتظرون نتائج الفحص، لا تعني السلطات الوصية المسكونة بهواجس الأرقام وفقط الأرقام...
وأخيرا، إذا حرمنا من الحق في الولوج الى المعلومة، فهل سنستفيد من الحق في الصحة أو من باقي حقوق الإنسان؟!!
مفارقة غريبة بمدينة تمارة والأغرب في زمن CORONAVIRUS
منذ ما يزيد عن عشر سنوات ونحن ساكنة مدينة تمارة نراقب أشغال بناء المستشفى الإقليمي الموعود. تستمر الأشغال السلحفاتية فترة وجيزة وتتوقف ردحا من الزمن.
الأسباب مجهولة. فقط، ما يعرفه الجميع هو أن اختيار موقع المستشفى غير موفق، بل الكل يتساءل عن الجهة التي أشرت على بناء المستشفى في ذلك المكان بالضبط ومدى مسؤوليتها وماذا عن محاسبتها، ألا يتعلق الأمر هنا بتبديد المال العام وحرمان الساكنة من حقها في العلاج والخدمات الصحية؟ فالى جانب وجود معملين محاديين للمستشفى (معمل لإنتاج علف الدواجن وآخر يعتمد قشرة شجر الفلين)، حيث الروائح الكريهة والملوثة تصل عن بعد مسافات الى أحياء السكيكينة والوفاق ووادي الذهب؛ هناك الاهتزاز المستمر لأرضية المستشفى الناتج عن مرور القطارات عن قرب وصفارات الإنذار المزعجة التي لا تتوقف...
رغم ذلك استبشرت الساكنة خيرا في زمن سابق عندما سمعت أن موعد الافتتاح هو سنة 2014. ومنذ ذلك الحين والوعد بالافتتاح يحل محل الآخر. وقد وصل الاستبشار قمته عندما علمت بتجهيزه بما يكفي من الأجهزة الطبية وعندما قرأت بخط واضح الاسم الذي أطلق على المستشفى الإقليمي وكذلك التشوير في الشوارع المؤدية له، بالإضافة الى تزيين واجهته واستكمال تهيئة موقف السيارات (الباركينغ)...
والغريب هو إزالة يافطة اسم المستشفى وكذلك يافطات التشوير، وبالتالي عدم افتتاح المستشفى، والى الآن، وبدون أي توضيحات في الموضوع. إنه الصمت المطبق!!
والأغرب اليوم مع الاستنفار القائم بخصوص التصدي لوباء كورونا فيروس COVID-19، هو استمرار إغلاق المستشفى المذكور وتعريض التجهيزات الطبية للتلف والصدأ، وبالمقابل الضغط على مستشفى "سيدي لحسن" الذي يفتقد للكثير من التجهيزات والشروط الكفيلة بتوفير العلاج للمرضى، ومنهم المحتمل حملهم للفيروس، وتغيب فيه وسائل حماية العاملين والعاملات، وخاصة منهم الأقرب الى خط النار، من طاقم الحراسة (SECURITE) والتنظيف والطبخ والممرضين والممرضات والطبيبات والأطباء...
والسؤال الذي يطرحه الجميع بالأمس واليوم: ما السر وراء عدم افتتاح هذا المستشفى "العجيب" طيلة هذه المدة القياسية وبكل تجهيزاته الباهظة الثمن وفي عز التعبئة التي تقوم بها السلطات الوصية؟
إضافة: ما هي حال وأحول مستشفى القرب بحي النهضة الذي يعرف نفس المآل (الحديث عن تمارة فقط، وليس عن الصخيرات تمارة)؟
شارك هذا الموضوع على: ↓