2021/05/19

رضا.س.// الهجرة الجماعية - انتصار الدبلوماسية أم فشل الدولة-


نتفهم موقف السيد وزير الخارجية صاحب الإبتسامة الماكرة، والداهية كما يلقبه المتملقون من مشهد الهجرة الجماعية للشعب نحو الضفة الأخرى.

فهذا الأخير ينشد لسياسة الدولة ويعبر بلسانها، وبرغم أن ما قام به المغرب بعيد عن الصراع الدبلوماسي، إلا أننا نلتمس  العذر لمن يتبنى المكيافيلية بحذافرها، ويعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة، لأنه جزء من لعبة رائحتها تزكم الأنوف.

كان بإمكان المغرب أن يختار ورقة ضغط على إسبانيا دفاعا عن مصالحه وهذا من حقه، لماذا لم يلوح المغرب بورقة الصيد البحري، فتكون بذلك ورقة قوية يجلد بها ظهر إسبانيا؟ ويعفي نفسه من هذا الإحراج؟

نحن أولى من إسبانيا بثرواتنا السمكية.

كان بإمكان المغرب استعمال أوراق كثيرة عوض المتاجرة بأبناء جلدته بهذا المنظر البشع، والذي يظهر للعالم حقيقة لطالما قلناها مرارا في كل مناسبة:

المواطن المغربي أرخص سلعة داخل الجغرافيا المغربية.

إتضح جليا إفلاس الدبلوماسية المغربية التي مهما صورها المطبلون على أنها قوية وخارقة، فهي في الحقيقة تكاد تكون جد ضعيفة، اختارت الحل الأسهل لمعالجة القضايا العالقة.

-طبعت مع "إسرائيل" كي تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء.

-تاجرت بأبنائها لمعاقبة إسبانيا على موقفها من جبهة البوليزاريو.

فعن أية قوة تتحدثون؟

ولكل فكرة قطيعها، ولكل شيخ مريدوه، ولكل زاوية أتباعها، وبما أن الفكرة تحتاج للتسويق، وبما أن العجز يحتاج للتلميع، يظهر مثقفوا الدولة الموجودون في كل مكان، مهمتهم إمساك الدف ولعب دور (النكافة) حتى يكون للعرس نكهته الخاصة.

من أجل هذا ظهر عمر الشرقاوي ويونس دافقير ورضوان الرمضاني في مجموعة اختاروا لها اسم "العصابة":

يغسلون رؤوس الناس بثرثرة فارغة، يمارسون الاستحمار، ويركبون على الأمواج، يبنون مرافعات مهترئة لا تصمد أمام تحليل عقلاني، لم يسبق لهم أن انحازوا مع قضايا الشعب يوما، دورهم أن ببرروا ما يقع حتى لو كان على حساب الضعفاء.

ليس مهما أن نتاجر بأبنائنا، المهم أن تنجح الدبلوماسية المغربية في الضغط.

هل يعلم صاحب العرس السيد وزير الخارجية ومعه (نكافاته) أن العالم يضحك علينا؟

هل يعلم هؤلاء أنهم خلقوا الحقد لدى المواطن المغربي؟

هل يعلم هؤلاء وكل من لف لفهم أن مشهد النزوح الجماعي يعبر عن كارثة؟ 

هل يعلم هؤلاء أن هذا المشهد جعل من المغرب قزما وسط الدبلوماسية العالمية؟

هل يعلم هؤلاء أن مشهد هروب جماعي لا يحدث سوى في دولة تعاني من ويلات الحرب؟ والأبشع من هذا هو هروب نحو أرض نحن ملاكها؟

شيء مقزز أن يفرح هؤلاء بمشهد يدمي القلب حين (يسحل) البوليس الإسباني مواطن مغربي تاجر به بلده في أرض يملكها؟

"بيض الله وجوهكم وأعلى كعبكم".

رضا.س.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق