02‏/05‏/2022

حسن أحراث // معاناة العيد داخل الزنزانة..!!


هل يستقيم الحديث عن المعاناة أمام فرحة العيد، أي عيد؟

في الواقع، كثيرون يفرحون يوم العيد؛ والفرحة درجات حسب طبيعة العيد وحسب فهم ومعتقد الفرحين بالعيد وحسب أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية..

وفي الواقع أيضا، كثيرون لا يفرحون يوم العيد، ومنهم بعض المرضى وبعض المُعْدمين وأطفالهم وبعض المناضلين، وخاصة المعتقلين وعائلاتهم..

ومن قلب التجربة، أحدثكم عن بعض معاناة العيد:

قضيت جل أيام الإضراب عن الطعام، من 23 يونيو 1985 والى 16 غشت 1991، بزنازن انفرادية أو داخل الكاشو، بدون زيارة أو فسحة أو تطبيب...، وبدون فرحة العيد.. 

وكأي معتقل سياسي صامد، صاحب قضية، هانت متاعبي وعذاباتي أمام عظمة قضيتي وجلالها. 

وعلى المستوى الشخصي، كنت أستحضر معاناة عائلتي أكثر مما كنت أنتبه الى معاناتي. وكانت وطأة المعاناة تحتد في أجواء العيد، لأن غيابي القسري كان شرخا قاسيا وموجعا.. 

كانت طقوس العيد تحاصرني، وكانت أنياب الزنزانة تنهش لحم حلمي.. 

كنت أتألم لألم أمي وحسرة أمي.. 

كنت أسافر عبر قضبان الزنزانة لأعانق أمي..

كنت أكسر اسمنت الزنزانة لأنام في حضن أمي..

كنت أغفو، نهارا ورغماً عني، لأمسح دموع أمي..

كنت أموت في اليوم ألف مرة لأرسم قبلة على جبين أمي..

كنت أنسج كل الحكايات لأتمثل جحيم أمي..

وكنت ألعن ضعفي وأغرق في دموعي عند نهايات حكاياتي..

(...)




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق