17‏/09‏/2016

البديل الجذري// هل يكفي مقاطعة الانتخابات التشريعية، مهزلة 07 أكتوبر 2016؟

إننا في تيار البديل الجذري المغربي، نعلن مقاطعتنا لمهزلة 07 أكتوبر 2016، وندعو كافة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وكافة المناضلين
 (منظمين وغير منظمين) الى مقاطعتها والعمل على تجسيد هذا الموقف على أرض الواقع من خلال كل الأشكال النضالية الفردية والجماعية ومن كل مواقع الفعل النضالي المكافح، وكذلك الانخراط في كل المبادرات النضالية التي تنسجم وموقفنا في تيار البديل الجذري المغربي..
بعد خمس سنوات من التضليل والتهريج والتفقير والقمع تطل علينا كراكيز قديمة/جديدة في إطار نفس اللعبة المكشوفة المؤطرة بالدستور الممنوح لسنة 2011 وبقوانين على المقاس لصنع الخرائط السياسية المناسبة في ظل وضع سياسي بئيس تغيب فيه أبسط شروط الديمقراطية وتسود بالمقابل لغة التعليمات والأوامر. فوحده العدد الهائل من المعتقلين السياسيين بسجون الذل يفضح ديمقراطية الواجهة وشعارات الاستهلاك الخارجي (العهد الجديد وطي صفحة الماضي وربط المسؤولية بالمحاسبة...) ويعد وصمة عار على جبين النظام وكل القوى السياسية الجبانة المشاركة في وليمة قتل ومصادرة آمال وطموح شعبنا. إنها محطة ككل المحطات السابقة يسعى من خلالها النظام القائم الى تجاوز أزمته الهيكلية وتجديد دمائه وتطعيم عضلاته وإنعاش نخبه المريضة، بما يضمن استمراريته القائمة على الإجرام والاستغلال والاضطهاد والعمالة للامبريالية. وإن أي رهان على هذه المهزلة من طرف القوى السياسية، ترشيحا أو تصويتا، يعد تواطؤا سياسيا مفضوحا مع النظام وخيانة لقضية الشعب المغربي في تحرره وانعتاقه. فكل التجارب السابقة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن اللعبة لا تعدو أن تكون آلية من بين آليات أخرى لتأبيد معاناة الشعب المغربي وإجهاض أحلامه وطمس بطولاته من انتفاضات شعبية ومعارك خالدة وإغراقه في متاهات الإذلال والتشرد والخضوع وبالتالي إعدام فرص نهوضه وبناء المستقبل الذي يضمن كرامة أبنائه ويصون تضحياتهم وإنجازاتهم العظيمة. فحتى محطة 2011 التي أتت في ظروف محلية وإقليمية استثنائية (ما سمي ب"الربيع العربي"، حركة 20 فبراير...) لم تخرج عن نفس سياق مهازل الماضي، رغم الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة والخطب العصماء.
إن النظام القائم وجوقته الرجعية والإصلاحية، وضمنها القوى الظلامية والشوفينية، وهو يهيئ الآن طقوس هذه المهزلة منسجم وحربه الطبقية الضروس ضد جماهير شعبنا في كل المجالات (تعليم وصحة وشغل وسكن...)، إلا أن من يبارك اللعبة ومن مختلف المواقع وتحت أي لون سياسي يضع نفسه في نفس الخندق النتن مع النظام، مزكيا المتاجرة في شقاء أبناء شعبنا وكل الأساليب الماكرة والخادعة المعتمدة، من تزويرللنتائج ولنسبة المشاركة ومن تحالفات فجة وفساد وتوظيف وتبييض للأموال القذرة ومن ترهيب وترغيب (شراء الأصوات والذمم...).
إن شعبنا لن ينخدع لحملات التغليط التي تقودها القوى السياسية المنبطحة والعميلةووسائل الإعلام المملوكة وللدعوات المتسترة وراء "محاربة الفساد والقطع مع الماضي وجلب الخير والنماء، من رغد العيش وديمقراطية وحقوق الإنسان...". فرغم التطاحن (الشكلي) والضرب تحت الحزام في صفوف كراكيز النظام، فالأمر ليس إلا مسرحيات محبوكة للتسخين والضحك على الذقون وإضفاء الإثارة والتشويق على مسلسل منبوذ وحياة سياسية غارقة في الابتذال والميوعة.. فحزبا "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة" المتنافسان المدعومان والمحتضنان من طرف النظام في محاولة من هذا الأخير خلق ثنائية وهمية/اصطناعية من خلال الاصطفاف مع هذا أو ذاك؛ كنوع من القطبية على النموذج/الاستثناء "المغربي" والتي جند لها كل أبواقه الرسمية وغير الرسمية من جمعيات ونقابات وجماعات وأفراد، كل بشعاراته (محاربة التحكم والفساد والتطرف والإرهاب...)؛ ليسا سوى وجهين قبيحين لعملة واحدة، وجدا لتنفيذ مخططات النظام الطبقية وفق توصيات الامبريالية ومؤسساتها المالية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي...) التي صنعت وتصنع بؤس شعبنا؛ وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من القوى السياسية من "اليمين" ومن "اليسار"، رغم التباكي والاستعطاف. إنها سلة النظام المملوءة بالأفاعي السامة (قوى سياسية ونقابية وجمعوية وقيادات ونخب تحت الطلب..)، حيث لكل مرحلة أو ظرفية أفاعيها ورموزها في خدمة أعداء الشعب ونهب خيراته..
إننا في تيار البديل الجذري المغربي، نعلن مقاطعتنا لمهزلة 07 أكتوبر 2016 بكل مراحلها، وندعو كافة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وكافة المناضلين (منظمين وغير منظمين) الى مقاطعتهاوالعمل على تجسيد هذا الموقف على أرض الواقع من خلال كل الأشكال النضالية الفردية والجماعية ومن كل مواقع الفعل النضالي المكافح، وكذلك الانخراط في كل المبادرات النضالية التي تنسجم وموقفنا في تيار البديل الجذري المغربي.
ولا يخفى أنه لا يكفي رفع شعار المقاطعة وبشكل مناسباتي، فالمطلوب في ظل صراع طبقي حاد هو تجسيد المقاطعة قبلا وبعدا، أي ممارسة المقاطعة المتواصلة والتجسيد المتواصل لهابكل ما ترمز إليه من مناهضة وصراع مرير مع الأعداء الطبقيين وعلى رأسهم البورجوازية الكبيرة، مع المواكبة المنتظمة لحركية الواقع وتغيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضور المنظم والفاعل حيث توجد سواعد الثورة المنشودة (العمال). كما لا يفوتنا إدانة القيادات النقابية البيروقراطية (مافيات العمل النقابي) التي تدعو الشغيلة عموما الى المشاركة في اللعبة التافهة والبعيدة كل البعد عن المعارك النضالية التي من المفروض خوضها وإنجاحها. ويبقى موقفنا الثابت هو مواصلة العمل النضالي المنظم بكل التضحيات المطلوبة للمساهمة في بناء الحزب الثوري وإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بداية خلاص شعبنا من قبضة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق